بسم الله الرحمن الرحيم كُنت اشاهد فيديو بعنوان ما وراء كواليس الأفلام والمسلسلات للأخ محمد غنايم وقال عبارة استوقفتني: "ولله انك لن تسأل عن تفاصيل ما تشاهد بل ستُسأل عما تشاهد وشتان بين الأولى وثانية." وقد اثارة هذه العبارة بعض التساؤلات لدي، هل نحن مدركون للمخاطر الموجودة فيما نشاهد؟ هل نحن مدركون اننا سنحاسب على ما نشاهد؟
هل يوجد مخاطر في الافلام والمسلسلات؟ |
مشاكل المسلسلات والافلام
التأثير على المشاعر
تؤثر المسلسلات
والأفلام على القسم اللاواعي عند الإنسان لذلك يجد الإنسان نفسهُ احياناً عند
المشاهدة يتعاطف مع المجرمين او القتلة او العصاة فتجد نفسك عند المسلسل تحاول
ايجاد تبرير لزناة او القتلة. وتؤثر ايضاً على الحالة النفسية للأنسان
وهذا امر لابد ان شعرت يومياً به حيث عندما تشاهد فلم اكشن تشعر بالحماس والقوة،
عندما تشاهد فلم حزين تشعر بالحزن وقد تبكي.
في فيديو مقتطف
للدكتور أحمد عبدالمنعم بعنوان (خطورة مزاحمة الأفلام والمسلسلات لموضع
وهيمنة القرآن على قلب المؤمن) يذكر كيف تؤثر الأفلام والمسلسلات على قلب الأنسان حيث يقول:
"الأغاني والأفلام تغير في مشاعرك فتحزن على التافه وتبكي على التافه وتفرح للتافه
وعندما تأتي للأكل المغذي -يقصد القرآن- لا يوجد لهُ مكان فيك لان نفسك شبعانه".
(وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن
سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ
عَذَابٌ مُّهِينٌ) [لقمان: 6]. يقول د.احمد عبدالمنعم في نفس الفيديو
السابق: (لهو الحديث قسمان: الأغاني وما يُشابها من الأمور التي تؤثر في مشاعرك او
الكلام الذي يُؤثر في افكارك كالروايات والقصص) ويكمل قائلاً: (أي شيء يُغير في
افكارك ومشاعرك ويبعدك عن القرآن يسمى لهو حديث).
الفن ينقل
الواقع!
عندما تشاهد
الأفلام والمسلسلات وتسمع قصص الفحش والفساد يتهيأ لك انهم فعلاً ينقلون الواقع
لكن الحقيقة انهم يصور الحالات الشاذة في الواقع على انها هي الواقع.
هذا الأمر كثير
حيث تصور المسلسلات بعض المسلمين أصحاب اللحية الطويلة على أنهم ارها.بين وبعض
المسلسلات تصور المصريات على أنهم اغلبهم رقصات وتصور المغرب وتونس على أنهم ملئين
بالفاحشة وغيرها الكثير، طبعاً هذه كلها صور غير صحيحة ولا تمثل الواقع لكن أولئك
المخرجين الانذال يريدون نشر تلك الأفكار عن طريق ربطها باللاواعي الخاص بالأنسان.
التطبيع
بالتكرار!
قد تقول الان انا
اعرف الأشكالات الموجودة في المسلسلات والأفلام ولا اتأثر بها وانما اشاهد
للأستمتع واقضي وقت فقط، انا هنا اقول لك امر مهم التطبيع يحصل بالتكرار اي بكثرة
تكرار الأفكار الخاطئ امام الأنسان لان كثرة التكرار تؤدي بالأنسان للتطبيع مع تلك
الأفكار او على الأقل التقليل من مدى الأنكار القلبي لتلك الأفكار او المشاكل.
دعني اذكر لك
مثالين على التطبيع:
الأول: لو سألتك الأن هل الاختلاط بين
الجنسين وتجاوز الحد والوصول الى التلامس والتقبيل حلال ام حرام؟ لأجبت بسرعة وقلت
بالتأكيد حرام، اذن ما دام كذلك فلماذا لا ينكر قلبك على مظاهر الأختلاط الذي يصل
الى حد الفحش في المسلسلات والأفلام.
الثاني: كثير من المشاهدين تجدهم يُنكرون على
الفلم لانهُ عرض مشهد شذ.وذ وهذا انكار جيد، اذا كان هذا الأنكار جيد فما المشكلة
اذاً؟ المشكلة هي نفس اولئك المشاهدين لم ينكروا على التبرج الموجود في المسلسل،
لم ينكروا على الخمور، لم ينكروا على السب والشتم واللعن، لم ينكروا مشاهد
التقبيل، لم ينكروا .. واترك لك الباقي.
هنا علينا الحذر
فاذا بدأ قلب المسلم يصل للحالة السابقة (عدم الأنكار على المعاصي) فهذه علامة
خطيرة وعليه التوبة والرجوع الى الله واقرأ معي هذا الحديث لكي تدرك مدى خطورة ذلك
الأمر قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (تُعرَضُ الفِتَنُ على القُلوبِ عَرْضَ
الحَصِيرِ عُودًا عُودًا ، فأيُّ قلبٍ أُشْرِبَها نُكِتَتْ فيه نُكتةٌ سَوداءُ،
وأيُّ قلبٍ أنْكَرَها نُكِتَتْ فيه نُكتةٌ بيضاءُ، حتى يصِيرَ القلبُ أبيضَ مثلَ
الصَّفا، لا تَضُرُّه فِتنةٌ ما دامَتِ السمواتُ والأرضُ، والآخَرُ أسودَ
مُربَدًّا كالكُوزِ مُجَخِّيًا، لا يَعرِفُ مَعروفًا، ولا يُنكِرُ مُنكَرًا، إلا
ما أُشْرِبَ من هَواه) [صحيح الجامع 2960].
نشر الأجندات
ولا يخفى على
احد ان المسلسلات والأفلام تروج لكثير من الأجندات الغربية مثل: الشذ.وذ،
الليبرالية، الحريات، الديمقراطية، التعر.ي، النسوية، قوة العسكرية (يوجد كثير من
الأفلام التي تمجد الجيش الأمريكي). وبالتأكيد هم يضعون تلك الأجندات لأجل ان يحصل
حالة تطبيع بين المشاهد وتلك الأفكار وهذا الترويج للأجندات يسمى بالغزو الناعم
(انصحك بمشاهدة فيديو على مركز رواسخ بعنوان: الغزو الناعم.. كيف تؤثر السينما على
سلوكياتنا وأفكارنا؟).
نشر العنف والجنس
بالنسبة للأفلام
والمسلسلات الغربية فلا حاجة لأن نقف عند كمية العنف والفسق الموجود فيها لكن دعنا
نقف قليلاً مع احصاء تم عملهُ على 40 مسلسلاً رمضانياً لعام 2016 (ذُكر الأحصاء في
الفيديو المذكور اعلى) حيث تم رصد:
760 مظهر من مظاهر التعري وإغواء جنسي
140 علاقة جنسية درامية
60 دعابة جنسية
971 لفظ خادش
43 محاولة انتحار
293 ممارسة عنيفة
430 تم التعرض فيها لتعاليم الشريعة
الأسلامية
1129 تجاوزا اجتماعياً مذموما
عجيب صح! الان ارجع للأعلى وضع تحت كلمة رمضانياً مئة خط!
خطر المسلسلات والأفلام على الاطفال
خطر المسلسلات
والأفلام يكون أكبر على الأطفال من الكبار لان وعي الأطفال اقل لذلك التلاعب فيهم
أسهل ولذلك عليك الحذر ومراقبة ما يُشاهدهُ طفلك سواء من مسلسلات او الافلام او
كارتون او انمي ففي كلها هناك مشاكل كثيرة وبعضها قد يؤثر في معتقدات طفلك كالأنمي
وبعض الكارتونات لان بعضها تتضمن عقائد وثنية (يمكنك مراجعة مقال هل مخاطر في الأنمي؟).
ولمعرفة أكثر عن
المخاطر الموجودة في مسلسلات وأفلام الكارتون على الأطفال انصحك بمشاهدة فيديو
قصير للشيخ محمد المنجد بعنوان: (خطر مسلسلات وأفلام الكرتون) ذكر في الفيديو أيضاً بعض الحلول.
ما البديل؟
الكثير من
متابعين الافلام والمسلسلات يقول ان بعض الافلام والمسلسلات تُشعرهم بالسعادة والحماس
والتحفيز وتزيد لديهم الارادة وهذا قد يكون صحيحاً من حيث ان القصص تؤثر في الشخص
لان بعض تلك القصص عبارة عن اشخاص كافحوا في سبيل قضية معينة او للوصول للثراء.
لكن مشكلتنا
اننا وللاسف اصبحنا نشرب الماء المالح بدلاً من الحلو، حيث يمكنك ان تشعر بكل ما
سبق واكثر عن طريق قراءة القرآن والذكر وقراءة الكتب النافعة وقراءة قصص الانبياء
والصالحين كلها قصص سوف تحفزك للعمل.
مع الملاحظة ان الدافع
الموجود في قصص الانبياء والصالحين .. يختلف عن الدافع الموجود في الافلام
الاجنبية فمثلاً تجد فلم يتحدث عن شخص يسعى ويكابد في الحياة ليصل الى هدفه
ودافعهُ من وراء ذلك هو المال او ارضاء النفس واشباعها وهذا على عكس ما تجدهُ في
قصص الانبياء والصالحين حيث يكون دافعهم الاساسي هو رضى الله والفوز بالاخرة.
هل هذا مقال يدعو لأعتزال مشاهدة المسلسلات والأفلام؟
انا لا اقول
اعتزل الأفلام والمسلسلات للأبد وانما اقول انتقي ما تشاهد ولا تُكثر من المشاهدة
واعلم ان جزء كبير من الأفلام والمسلسلات الموجودة اليوم ليس هادفة وانما هابطة.
لا مشكلة بأن تشاهد مثلاً بعض الأفلام والمسلسلات الوثائقية او
التأريخية الأسلامية او عن بعض الشخصيات المؤثرة مثل عمر المختار او مالكم اكس،
لكن المشكلة تكمن في احد الأمرين الأول ان تشاهد المسلسلات والافلام الهابطة
والثاني ان تدمن مشاهدة الافلام والمسلسلات.
اخيراً الله سبحانه وتعالى امرنا بغض البصر،
فكيف سنغض بصرنا في المسلسلات والافلام؟ وانت تعلم ان اغلب الافلام والمسلسلات
سواء العربية او الأجنبية مليئه بالمتبرجات.
اكتب تعليق اذا كان لديك اي اقتراح أو سؤال عن الموضوع