ملخص كتاب البناء العقدي للجيل الصاعد الجزء الأول

بسم الله الرحمن الرحيم نبدأ في سلسلة جديدة من سلاسل تلخيص الكتب وهذه السلسلة ستكون تلخيص لكتاب البناء العقدي للجيل الصاعد للشيخ أحمد بن يوسف السيد.

كتاب البناء العقدي للجيل الصاعد

كما هو واضح من اسم الكتاب ان الكتاب يتحدث عن العقيدة وقد ذكر الشيخ في كتابة ان هذا الكتاب يمكن ان يقرأهُ ويستفيد منهُ اي شخص وليس من الضروري ان يكون من الجيل الصاعد، يتكون الكتاب بشكل رئيسي من ثلاث أقسام:

الأول: مقدمات عقدية منهجية مهمة.

الثاني: أركان الإيمان وركائزه.

الثالث: ما يضاد الإيمان ويناقضه.

خارطة الملخص

سيكون هذا المخلص مكون من اربع مقالات والاقسام الثلاث السابقة ستكون مقسمة بالشكل التالي:

المقال الأول: تلخيص القسم الأول مع مقدمة في القسم الثاني

المقال الثاني: تلخيص شرح الركن الأول والثاني من اركان الإيمان

المقال الثالث: تلخيص شرح الركن الثالث والرابع والخامس من اركان الإيمان

المقال الرابع: تلخيص شرح الركن السادس من اركان الإيمان مع تلخيص القسم الثالث من الكتاب

ملاحظة قبل البدأ: اذا ذكرت في هذا السلسلة كلمات مثل (يقول الشيخ، يذكر الشيخ) فأنا اقصد بذلك الشيخ أحمد السيد.

ملخص القسم الأول (مقدمات عقدية منهجية مهمة)

تعريف كلمة عقيدة

كلمـة العقيـدة في أساسها اللغوي تـدل على معنى الشد والتوثيق والعقد والإلـزام، ولذلك قالوا فيها إنها الحكم الذي لا يَقبَل الشـك فيـه لـدى معتقـده، وأن كل مـا عقد الإنسـان قلبه عليـه فهو عقيدة.

تعريف العقيدة الإسلامية: هي الإيمان الجازم المؤكد - الذي ليس فيه شك ولا ريب - بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، وبكل ما أخبر الله ورسوله عنه من تحليل الحلال وتحريم الحرام وأمور الغيب وأصول الإسلام.

ما الذي يميز العقيدة الإسلامية عن بقية العقائد؟

نحنُ نمتلك في العقيدة الإسلامية الكثير من الدلائل والبراهين والحجج التي تثبت صحة عقيدتنا والتي لا يوجد لها مثيل عند النصارى أو اليهود أو أي عقيدة اخرى. ويذكر الشيخ أحمد السيد ثلاث فروق تبين تميز عقيدتنا وصحتها على بقية العقائد:

الفرق الأول

امتلاك الأدلة الواضحة على صحة أصول العقيدة حيث يقول الشيخ: "إن أعظم ما يفتخر به المسلمون أنه بإمكانه إثبات الدليل على صحة كل أصل من أصول اعتقادهم دون أن يستطيع الآخرون ذلك" ومن الأمثلة التي ذكرها على ذلك هي أننا في الإسلام نستطيع إثبات القرآن (كاملاً بكل سوره وآياته) إلى محمد - صلى الله عليه وسلم - تم عن طريق التواتر المتصل أي أنهُ نقل من طرق متعدد بسند متصل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهذا الأمر غير موجود في الديانات الأخرى.

الفرق الثاني

البرهان الذاتي (أي: مضمون القرآن ودلالته على صحة الإسلام) وفي هذه النقطة يذكر الشيخ أحمد قول للدكتور محمد عبدالله دراز - رحمهُ الله - في كتابه (النبأ العظيم)، حيث يقول: "هذا الكتاب الكريم يأبى بطبيعته أن يكون من صنع البشر، وينادي بلسان حاله أنه رسالة القضاء والقدر، حتى إنهُ لو وجد ملقىً في صحراء لأيقن الناظر فيه أن ليس من هذه الأرض منبعه ومنبته، وإنما كان من أفق السماء ومطلعه ومهبطه".

الفرق الثالث

وضوح العقيدة موافقتها للعقل والفطرة، يقول الشيخ: "إن الإسلام قد تميز على سائر الديانات بوضوح العقيدة في (الإله) من جهة الكماليات المتعلقة به، ولذا فإن العقل لا يجد تكلفاً في قبول الاعتقاد الإسلامي في الله سبحانهُ، بخلاف الخرافات والأساطير الموجودة في تصورات كثير من البشر تُجاه الإله، وهذه القضية من أظهر القضايا في دين الإسلام، والاستدلال عليها لا يحتاج إلى عناء كبير، فالقرآن من أوله إلى آخره تمجيدٌ وتعظيمٌ وتنزيهٌ لله سبحانهُ وتعالى".

ما الفائدة المترتبة على وجود العقيدة الصحيحة الثابتة؟

اولاً: سعادة العبودية لله

يقول الشيخ: "إن أجمل شيء في هذا الوجود هو تذوق لذة التعبد لخالق كل شيء، وهذه اللذة لا تشبهها لذة اخرى أبداً، لا لذة الملك ولا لذة الشهوات عموماً"، وهناك اثار من السلف تجد فيها معاني تعبر عن سعادة العبودية لله مثل قول إبراهيم بن أدهم (ابو اسحاق): "لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من النعيم لجالدونا عليه بالسيوف" وقول ابن تيمية: "إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لا يدخل جنة الآخرة".

ثانياً: الصبر على مصائب الدنيا وكوارثها ومصاعبها

يقول الشيخ: "حين تكون حدوده (يقصد الإنسان) عاليـة سماوية تتطلع إلى عرش الرحمن ومصاحبة الرسـول -صلى الله عليه وسلم- في الجنـة فـإن تأثير المصائب الدنيوية عليه -مـهما كان مـؤلمًاً- فسيبقى محدودًاً؛ لأنه لم يفقـد كل شيء، وقد قال الله تعالى: (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ) [التغابن: 11]".

ثالثاً: معرفة النفس والخالق والغاية

يقول الشيخ: "أي أن يعرف الإنسان من هو؟ ومن خالقه؟ ولماذا هو موجود؟ وإلى أين المصير؟".

رابعاً: ضبط الأخلاق

يقول الشيخ: "إن الإنسان الذي يؤمن إيمانا حازمًا بأن الله يحاسبه على أقواله وأفعاله، وسيجازيه على نيته وقصده، فإنه سيضبط تصرفاته، ويحسب أعماله، ويعرف أين يضع خطواته".

ملخص القسم الثاني (أركان الإيمان وركائزه وبراهينه)

ما هي معالم الدين؟

معالم الدين ثلاث وهي:

1.  دائرة الإسلام

2.  دائرة الإيمان

3.  دائرة الإحسان

وهذه الدوائر أو هذه الاقسام قد ذكرت جميعها في حديث مشهور يسمى (حديث جبريل)، وفي هذا القسم ركز الشيخ أحمد السيد على شرح دائرة الإيمان.

الإيمان قول وعمل واعتقاد

الإيمان في عقيدة أهل السنة والجماعة عبارة عن: قول، وعمل، واعتقاد، يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية. قد أشكل على بعض الناس الإيمان، حين ظن بعضهم أن الإيمان مجرد اعتقاد وليس لهُ علاقة بالعمل او القول وذلك بسبب حديث جبريل الذي ذكر الأمور العملية مع الإسلام والأمور الاعتقادية مع الإيمان، لكن هل فعلاً الإيمان مجرد اعتقاد؟ للإجابة على هذا النوع من الإشكال يجب اتباع أهم منهجية من المنهجيات لفهم الشريعة الإسلامية وهي يجب النظر إلى مجموع الأدلة القرآنية والنبوية وليس إلى دليل واحد، ذكر الشيخ أحمد السيد ثلاث أمثلة تجيب على الإشكال، سأكتفي بذكر واحد ويمكنك الرجوع إلى الكتاب لمعرفة باقي الأمثلة. المثال هو: قول الله سبحانهُ وتعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ حَقّٗاۚ لَّهُمۡ دَرَجَٰتٌ عِندَ رَبِّهِمۡ وَمَغۡفِرَةٞ وَرِزۡقٞ كَرِيمٞ) [الأنفال: 2-4]. لاحظ في الآية السابقة ذكر الله عز وجل (يقيمون الصلاة) و(الأنفاق) مع الإيمان رغم ان كلاهما ضمن العمل وليس الاعتقاد. لكن لماذا في حديث جبريل المشهور ذكر العمل مع الإسلام والاعتقاد مع الإيمان؟ الجواب هو قول العلماء: (إذا اجتمعا افترقا، وإذا افترقا اجتمعا) أي إذا ذكر أحدهما منفرداً فإنهُ يشمل الاعتقاد والعمل، لكن إذا ذُكرا معاً في موضع واحد افترقا من جهة المعنى.

والى هنا نصل الى نهاية هذا المقال في المقال القادم من السلسلة سوف الخص شرح الشيخ لأول ركنين من أركان الإيمان.

الكاتب: مصطفى الحسان