التفكير النقدي (ج2) – تحفيز وتنمية التفكير النقدي وطرق للتعرف على حقيقة الأخبار المطروحة

 في المقال السابق تعرفنا على التفكير النقدي واهميتهُ وصفات المفكر الناقد واهم المهارات المرتبطة بالتفكير النقدي في هذا المقال سوف نتعرف على كيفية تحفيز وتطوير مهارة التفكير النقدي؟ وبعض حدود او ضوابط التفكير النقدي وسنتعرف على بعض الأسئلة التي تجعلنا نقييم مدى صدق او كذب الأخبار التي قد تنتشر بيننا.

التفكير النقدي

كيف نحفز التفكير النقدي؟

هناك ست انواع من الأسئلة تسمى بالأسئلة السقراطية والتي نستطيع من خلالها تحفيز التفكير النقدي:

1.    الأسئلة الأستيضاحية. مثل: هل تستطيع ان تعطيني مثال على هذا الموضوع؟ هل يمكنك شرح هذا الموضوع بعمق اكبر؟ هل انت تقصد كذا وكذا وكذا؟ ما هي المشكلة التي نريد حلها؟ ما هو الهدف الذي نريد الوصول له؟

2.    الأسئلة التي تتحدى الافتراضات. مثل: هل هذا هو الحل الوحيد المطروح؟ هل هذا هو الأفتراض الوحيد الذي توصلنا اليه؟

3.    الأسئلة التي تختبر الدليل. مثل: من اين عرف هذا؟ لماذا تقول هذا؟ كيف وصلت الى هذه النتيجة؟ ما الدليل على كلامك؟

4.   الأسئلة التي تعرض البدائل. مثل: ما هو الوجه الأخر للموضوع؟ ما هي الأحتمالات الاخرى؟ هل هذه هي وجهة النظر الوحيدة ام يوجد وجهات نظر اخرى؟

5.    الأسئلة التي تستعرض النتائج المترتبة على الموضوع. مثل: ماذا سيحصل ان قمنا بكذا؟ ما هي الاشياء المربطة بهذا الحل؟ هل هذا الخيار سوف يجعلنا نربح ام نخسر؟

6.    الأسئلة التي تؤدي الى طرح سؤال مقابل سؤال بهدف التوسع في الموضوع عن طريق طرح الأسئلة. مثل: لماذا تسألني هذا السؤال؟ عندما تم كتابة هذا الشيء ماذا كان الهدف يا تُرى؟ ما هو الهدف من سؤالك؟ ما هي الأسئلة الأخرى التي نستطيع ان نسألها؟

كيف تنمي التفكير النقدي؟

1.    اعرف نفسك: يجب ان تعرف ما هي افكارك؟ ومعتقداتك؟ ومبادئك؟ واخلاقك؟ واهدافك؟، قد تظن إنك تعرف نفسك لكن جرب ان تجلس لمدة ساعة او ساعتين تتأمل بالأسئلة السابقة، صدقي سوف تكتشف الكثير عن نفسك وتعرف اشياء عن نفسك لأول مرة.

2.   افهم صفة التبرير الذاتي: دماغ دائماً يحاول القيام بعملية التبرير للذاتي وهي عبارة عن قيام الدماغ بتبرير سلوكنا في بعض المواقف وصفة التبرير تمنعنا من التفكير بوضح لان مثلاً لو تفكيرك اناني فسوف يصورهُ لك على انهُ حيادي ولو كان تفكيرك متحامل فسوف يصورهُ لك عقلاني، ما يهمنا من الكلام السابق هو يجب ان تفهم ان صفة التبرير الذاتي موجودة عندك وهي التي قد تصور لك بعض افعالك وافكارك على انها امور طبيعية لذلك يجب عليك دائماً القيام بالمراقبة والتحليل تصرفاتك.

3.   اسأل اسئلة عميقة: نوع الأسئلة وعمقها هي التي سوف تحدد نوعية التفكير عندك اي ان الأسئلة السطحية سوف تجعل تفكيرك سطحي والأسئلة العميقة سوف تجعل تفكيرك عميق لذلك راقب الطريقة التي تتسأل بها.

4.   الأنفتاح: يجب ان تكون منفحتاً ومطلعاً على وجهات النظر الأخرى قدر ما تستطيع لان هذا سوف يفتح لك افاق كبيرة وسوف تسمع وجهات نظر قد تنفعك وقد لا تنفعك المهم هو ان تسمع وجه النظر ثم تفكر فيها وتحللها بشكل موضوعي غير متحيز.

5.    ميز بين أسئلة الحقيقة والخيار والحكم: هناك ثلاث انواع من الأسئلة:

·    سؤال لهُ إجابة واحدة نهائية؟ مثل: ما درجة تجمد الماء؟

·    سؤال التفضيل الشخصي؟ مثل: ما لونك المفضل؟

·    سؤال يسلتزم دراسة الإجابات المقدمة؟ مثل: كيف نحل المشكلة الإقتصادية في البلد؟

الهدف من ذكر انواع الأسئلة هو التعامل مع الأسئلة التي قد تطرح عليك حسب نوعها بدلاً من الخلط بينها اي لا تتعامل مع سؤال التفضيل الشخصي كأنهُ سؤال لهُ إجابة واحدة او تتعامل مع سؤال الأجابة الواحدة على انهُ يستلزم اجابات عديدة.

6.   وضح الأستدلالات من الأفتراضات: بعض الأحيان قد نفترض افتراضات فنتعامل معا على انها استدلالات مثال تفترض ان كل الموظفين في دائرة معينة يأخذون رشاوي ثم تعامل هذا الأفتراض على انهُ استدلال مفروغ منهُ وتتعامل مع كل الموظفين على اساس، لذلك عليك ان تقوم بدراسة الأفتراضات التي تضعها وهل هي مبررة ام غير مبررة؟ حتى تستطيع ان تتوصل الى استدلال منطقي.

7.   احذر من وسائل الأعلام: الوسائل الأعلامية هي وسائل هدفها الربح وهذا الربح قد يكون من المشاهد فتقوم تلك المؤسسات بالتحيز ونقل الأخبار التي يريد المشاهد سماعها او قد يكون ربح وسائل الاعلام من جهة تقوم بتمويلها فتقوم وسائل الأعلام بنقل الافكار والأجندات التي تخدم مصالح الممول، لذلك لا تتعامل مع المعلومات التي تسمعها من الأعلام على انها حقائق مفروغ منها وانتبه من هذا الأمر لان لو لم تتعامل مع المعلومات التي تسمعها من وسائل الأعلام بشكل صحيح سوف تشكل ادراك الذي غالباً ما سيكون متحيز للافكار التي تدعمها وسائل الاعلام التي تتابعها.

8.   حدد الأفكار التي تأخذها من التلفاز والأنترنت: في التلفاز والأنترنت يتم تصوير الكثير من الأمور الغير المنطقية بطريقة تشبع رغباتنا الفطرية ومعتقداتنا العاطفية البسيطة وهذا التلاعب سوف يجعلنا لا نهتم بمدى صحة او منطقية تلك المعلومات التي قد تتسرب الى عقلنا الباطن وتصبح جزءاً منا دون ان ندرك.

9.    ابحث: اي كلام تسمعهُ خصوصاً اذا كان من وسائل الأعلام او الأنترنت قم بالبحث عنه وتأكد منه ثم شكل رأيك بنفسك.

10.  استخدم الخرائط الذهنية: احياناً كثرة المعلومات المشوشة والعشوائية في دماغك تعيقك عن التفكير بطريقة منطقية، من افضل الطرق للتخلص من تلك العشوائية هي القيام بطريقة العصف الذهني وهو عبارة عن تفريغ وكتابة كل ما يدور في عقلك على ورقة ثم ربط الأفكار المتشابة مع بعض لتتشكل في النهاية خريطة ذهنية تساعدك على التفكير بطريقة منهجية ومنطقية.

كيف نتعرف على صدق الأخبار والآراء المطروحة؟

نستطيع كشف حقيقة الأخبار والآراء المطروحة عن طريق طرح بعض هذا الأسئلة:

1.    سؤال عن مصدر الخبر (هل مصدر الخبر موثوق ورسمي؟).

2.    سؤال عن محتوى الخبر او المضمون الذي يود ايصالهُ للمتلقي (ما هو محتوى الخبر؟ ما هي الرسالة التي يراد ايصالها من هذا الخبر؟).

3.   سؤال عن الوسيلة التي نقل الخبر من خلالها لمعرفة من يقف ورائها (ما هي الوسلية او القناة التي نقلت الخبر؟ وما هي توجهات تلك الوسيلة او القناة؟).

4.    سؤال عن  المستهدف من الخبر (من هي الفئة المستهدفة في هذا الخبر؟).

5.    ما الحجج والبراهين والأدلة المعتمدة لهذا الخبر او الرأي؟ وما مدى سلامة تلك الأدلة؟

6.    هل هناك علاقة بين الرأي المطروح والدليل الداعم له؟

7.    هل هذا التفسير للدليل صحيح؟ ام ان الدليل يحتمل تفسيرات اخرى؟

8.    هل هناك وجهات نظر أخرى لم تذكر؟

9.    هل هناك شبهة او مشكلة في توقيت طرح هذا الرأي؟

هل حرية التعبير عن الرأي او النقد لها ظوابط؟

بالطبع لها ضوابط وهذه اهم الضوابط:

·    عدم المساس بالذات الإلهية أو الإساءة إلى الرسل أو زوجاتهم.

·    عدم المساس بثوابت الشريعة الإسلامية وأحكامها.

·    عند النقد نقوم بنقد الأفكار وليس الاشخاص.

من المهم جداً ان تدرك ان الهدف من النقد هو البحث عن الحقيقة وليس التشكيك فيها او هدمها.