مرت الحواسيب بتطورات كبيرة خلال السنوات السابقة، حيث بدأت بأجهزة ضخمة وغير عملية وغير سريعة حتى وصلت الحواسيب في يومنا الحالي الى اجهزة فائقة القوة والسرعة، لكن ما هي المراحل التي بها الحواسيب حتى وصلت الى هذه المرحلة؟ هذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال.
سابقاً نشرنا مقال عن انواع الحواسيب لقراءة المقال اضغط على الرابط التالي: ما هي أنواع الحواسيب؟ وما مميزات كل نوع؟
تأريخ تطور الحواسيب |
تاريخ تطور الحواسيب:
مرت الحواسيب بخمسة أجيال سوف نذكرها مع بعض التفاصيل:
الجيل الأول (الصمامات المفرغة)
امتد الجيل الأول بين عامي (1938 – 1956)م، وتعتبر هذه فترة مهمة في تأريخ تطوّر أجهزة الحاسوب، حيث تمكّن المُهندس الألماني كونراد سوزه في عام 1938م من إنشاء أول جهاز حاسوب ثنائي قابل للبرمجة في التاريخ، وأطلق عليه اسم (Z1).
من عيوب هذه الأجهزة انها كانت تعمل ببطء وحجمها الكبير (فكان الحاسوب الواحد يزن حوالي 5 أطنان ويتضمن عدة كيلومترات من الأسلاك والوصلات مع الكثير من المسننات والقطع الميكانيكية)، وتكلفتها العالية؛ وذلك بسبب احتوائها على الأنابيب المُفرغة، وكذلك كانت ترتفع درجة حرارة هذه الأجهزة بشكل كبير على الرغم من وجود وحدات تبريد كبيرة.
الجيل الثاني (الترانزستورات)
امتدَ الجيل الثاني من أجهزة الحاسوب بين عاميّ (1959 – 1964)م ، تزايد الاهتمام التجاري بأجهزة الحاسوب أدّى إلى ظهور جيل جديد من هذه الأجهزة وهو ما عُرف بالجيل الثاني، حيث اعتمد هذا الجيل على الترانزستورات كمكوّن أساسي لصناعتها، ويُعتبر جهاز (Transac S-2000) الذي صُنع في عام 1958م من قِبل شركة (Philco Corporation) وهو أحد أوائل الأجهزة المُصنّعة من الترانزستورات.
أنّ أجهزة الكمبيوتر من الجيل الثاني استخدمت الأقراص والأشرطة المغناطيسية من أجل تخزين البيانات كما في الجيل الأول، كما تمّت برمجت اجهزة الجيل الثاني بلغات مُختلفة كلغة كوبول (COBOL) ولغة فورتران (FORTRAN)، أدّى استخدام الترانزستور الى تقليل استهلاك الكهرباء وتوليد حرارة أقل ، كانت أجهزة الكمبيوتر من الجيل الثاني أيضًا أسرع بكثير من الجيل السابق، وحدث تغيير كبير آخر مهم في هذا الجيل وهو تصغير حجم أجهزة الكمبيوتر حيث اصبحت اصغر من الجيل الأول، امتازت ايضاً أجهزة حاسوب الجيل الثاني بذاكرة أساسية تستخدمها جنبًا إلى جنب مع التخزين المغناطيسي.
الجيل الثالث (الدوائر المتكاملة)
استمر هذا الجيل بين عامي (1964 – 1971)م، وكان ظهور أجهزة الجيل الثالث بمثابة الخطوات الأولى لتمهيد ظهور أجهزة الحاسوب في وقتنا الحالي، ويُعتبر جهاز الحاسوب (IBM-360) هو من أهم أجهزة الحاسوب في الجيل الثالث؛ حيث أنفقت شركة (IBM) على إنتاج هذه السلسلة من الحواسيب ما يُقارب 5 مليار دولار أمريكي، وقد استُخدِم جهاز الكمبيوتر (IBM-360) للقيام بالعديد من العمليات التي تتطلّب مُعالجةً سريعةً للبيانات كعمليات التنبؤ بالطقس، وعلم الفلك، واستكشاف الفضاء، وغيرها من المجالات العلمية المُتخصصة.
مرت أجهزة الحاسوب بتغيير كبير في هذه الفترة وذلك من حيث زيادة السرعة بفضل الدوائر المتكاملة أو رقائق (أشباه الموصلات) وهي كانت عبارة عن أعداد كبيرة من الترانزستورات المصغرة المعبأة في رقائق السيليكون لم تؤدي تلك الرقائق إلى زيادة سرعة أجهزة الحاسوب فحسب ، بل جعلها أيضًا أصغر حجمًا وأكثر قوة، كما أن هذه الدوائر جعلت أسعار الحواسيب تنخفض بشكل كبير مقارنة بالأجيال السابقة.
الجيل الرابع (المُعالجات الدقيقة)
استخدم هذا الجيل الممتد من 1971 حتى عام 2010 المُعالجات الدقيقة التي أدت الى ظهور الجيل الرابع من أجهزة الحاسوب، ان مُعالج (4Intel 400) هو اول معالج تم اختراعه في هذا الجيل وكان ذلك في عام 1972 م.
أدّى ظهور المعالجات الدقيقة إلى خفض تكلفة إنتاج أجهزة الحاسوب بشكل كبير ممّا ساهم في خفض اسعار الحواسيب الذي بدورهُ ساهم في ظهور أجهزة الحاسوب الشخصية، والتي يُشار إليها بالاختصار (PC) وأجهزة الحاسوب المحمولة. خلال هذه الفترة، تطورت ذاكرة الحاسوب بشكل كبيرة وذلك بسبب زيادة سعة التخزين وسرعة نقل البيانات، منذُ تلك الفترة ازدادت الحاجة الى وجود حاسوب في حياتنا.
الجيل الخامس (الذكاء الاصطناعي)
في حلول عام 2010 بدأ الجيل الخامس من أجهزة الحاسوب بالظهور والذي بدأ بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي، استمر حجم الترانزستورات بالتقلص خلال هذه الجيل حتى وصل الى مقاييس غاية في الصغر، وباتت الشريحة الواحدة تكفي لوضع المليارات من الترانزستورات، فعلى سبيل المثال تستخدم المعالجات الأخيرة ترانزستورات بقياس 10 أو 7 أو 5 نانو متر، وبسبب ذلك ظهرت لدينا حواسيب فائقة الأداء.
الى هنا نصل الى نهاية هذا المقال اتمنى ان تكون المعلومات التي ذكرت في هذا المقال قد اعجبتكم وشكراً على قرأتكم للمقال.
الكاتب: محمد الحسان
اكتب تعليق اذا كان لديك اي اقتراح أو سؤال عن الموضوع