نعيش في زمن يحترم فيه من يملك المال والنفوذ ويقلل من قيمة من يملك الاخلاق والفكر السليم ... نعيش في زمن أصبح فيه الممثلين والمغنيين ولاعبين كرة القدم هم القدوةً للناس بينما يقال معقد ومتشدد على من كان ملتزم بدينه وذو علم واخلاق.
نعيش في زمن يتحكم فيه الاعلام بالناس كيفما شاء، الأعلام أصبح اداة لتسليط الضوء على الأفكار التي بلا قيمة وتجاهل الأفكار المفيدة وان قرر الأعلام ان ينشر الأفكار المفيدة فسوف ينشرها بشكل سطحي جداً حتى لا يلقي لها الناس بالاً.
اننا نعيش في زمن |
نعيش في زمن يستسخر فيه الناس دفع 4 او 5 او 6 دولار ثمن كتاب لكن لا مشكلة لديهم ان ينفقوا 10 دولارات على وجبة همبرجر يلقوها بالحمام بعد ساعتين!!
نعيش في زمن إذا قلت فيه للناس اتركوا متابعة المسلسلات والافلام لان فيهم كل ما هو حرام من نشر الرذيلة الى البنات المتبرجات قالوا لك انت تبالغ، تقول للناس اتركوا متابعة مواقع التواصل الاجتماعي لان فيه التفاهات، فيقول بعضهم وما أدراك انت بل على العكس نحن نستفيد منها لان فيها الكثير من المعلومات المفيدة، وبعضهم الأخر يقول انا لا اهتم بالتفاهات بل اتابع كل ما هو مفيد، وكإنهُ لا يعلم ان ما يُسميه مفيد هو مجرد معلومات سطحية لا تغني من الحقُ شيئاً.
نعيش في زمن بدلاً من ان يسأل الناس بعضهم عن كم كتاب انهيت وما هي أفضل الكُتب التي قرأتها تجدهم بدلاً من هذا يقال فيما بينهم كم مسلسل وفلم انهيت، ما هي تقييمك لهذا الفلم، كم مسلسل تتابع الان، كم مستواك في اللعبة حالياً، كيف تطورت هكذا في اللعبة.
نعيش في زمن إذا قلت لأحدهم اقرأ كتاب فيقول لك ليس لدي وقت وهو يُهدر كل وقتهُ في متابعة التفاهات على مواقع التواصل الاجتماعي والأخبار التي لا يؤخذ منها حق او باطل الا ما رحم ربي. نفس الشخص الذي يقول ليس لديه وقت لقراءة إذا قلت لهُ تعال نشاهد فلم في السينما او نذهب الى الكافتيريا سوف يأتيك مهرولاً!!
نعيش في زمن ذهب فيه الحياء والرجولة فتجد اخ واخته يصورن أنفسهم وهم يرقصون ثم ينشرون هذه المقاطع فقط من اجل القليل من الشهرة وحفنة من الدولارات، تقول للرجل الا تغار على اختك، زوجتك... فيقول لك وما دخلك انت بي، وتقول للبنت ان أجمل شيء للبنات هو الحياء فتقول لك هذه حرية شخصية وليس لك اي حق بالتدخل بهذا الموضوع.
نعيش في زمن أصبح فيه المال والعري اهم من الأخلاق فترى الكثير من الأشخاص أصبح همهم الوحيد هو المال فقط وترى اغلب الفنانات والمذيعات متبرجات وترى الكثير من الفتيات همهم الوحيد هو شراء اخر صيحات الموضة.
على الرغم من كل المساوئ الموجودة في زمننا الحالي الا انهُ بفضل الله سبحانهُ وتعالى يوجد الى الان الكثير من الخير والكثير من الاشخاص الواعين يعرفون الحق من الباطل، ورسالتي من هذا المقال قد نكون في فترة من الفترات مخدوعون منغمسين في اشياء نعتقد انها هي الصواب لكن بفضل الله ومع زيادة وعينا وادراكنا نعرف اننا كنا مخطئين ونسير في الطريق الخطاء، اتمنى من كل قلبي ان ننتبه اكثر الى انفسنا وان نكون اكثر وعياً بالكلام الذي قلناهُ سابقاً وان تكون لدينا شجاعة التغيير الى الأفضل وان لا نجعل الدنيا تُنسينا الهدف الذي خُلقنا من اجله كما قال تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون).
حمدالله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لو لا ان هدانا الله، واسألُ الله ان يهدنا ويصلحنا ويثبتنا على طاعته ويبعد عنه كل شر ومكروه ويبعد عنا كل الفتن ما ظهر منا وما بطن، اللهم امين.
الحمدالله ان الله وفقني بكتابة هذا المقال وأحبان اختم المقال بحديث الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام:
قال الرسول عليه الصلاة والسلام: "سيأتي على الناس سنوات خدّاعات يُصدق فيها الكاذب، ويُكذّب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخوّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة. قيل: وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة".
الكاتب: مصطفى الحسان
اكتب تعليق اذا كان لديك اي اقتراح أو سؤال عن الموضوع