كتاب جلسات نفسية الجزء الأول

كتاب جلسات نفسية هو كتاب من تأليف د. محمد ابراهيم المختص في الطب النفسي، وهذا الكتاب أكثر من رائع حيث يأخذك الكاتب بجولة رائعة على بعض الاشياء النفسية التي يعاني منها اغلبنا ويعطيك طرق تساعدك على تجنب هذه الاشياء او التقليل منها.

استغرق تلخيص هذا الكتاب مني أكثر من شهر، وسأخُذك عزيزي القارئ برحلة رائعة مكونة من سلسلة من خمس مقالات، فيها تخليص سوف ينال اعجباك بأذن الله.

كتاب جلسات نفسية

ما الذي يجعلنا مسلوبي الارادة امام عادة جلد الذات دون ان نمتلك قدرة على ايقاف هذا النزيف الدائم؟

اولاً: التربية

يقول الكاتب ان التربية هي أصل المشكلات النفسية، واليها ترجع طبيعة الفرد وقدرته على التعامل مع ذاته ومن حوله، فاغلب الامراض النفسية تكون جذورها قد تكونت منذُ الصغر.

ثانياً: الكمالية: وللكمالية عدة انواع:

1.  كمالية الآخرين: تظهر حرص الفرد على ان يكون كل الأشخاص من حولهُ مثالياً، صحيح انها رغبة حسنة النية لكن المشكلة في هذا النوع من الأشخاص انهُ لا يرضى على من حولهُ مهما فعلهُ.

2.  الكمالية لإرضاء الأخرين: هي الكمالية التي تلزم نفسك بإرضاء كل من حولك ولو على حساب نفسك. كن شجاعاً فالشجاعة هي ان تحيا كما انت تواجه الآخرين بنفسك الحقيقية، ولا تخشى من احكامهم، ولا تبدل نفسك من اجلهم.

3.  الكمالية المرتبطة بالنفس: وهي ان تفرض احكاماً صارمة على نفسك، ان تحاسب نفسك حساباً شديداً على كل خطأ وتقصير.

حتى تتخلص من تأثير الكمالية عليك ان تأخذ الكلام التالي بعين الاعتبار:

• يجب ان تتقبل ان الانسان ضعيف ومهما بلغ من قوى سوف يمر في لحظات ضعف فهذه هي سنة الحياة.
• لا تعنف نفسك ولا تعاملها كالطفل المدلل كن متوازناً (ونتكلم أكثر عن كيفية التوازن في الحياة في المقال قبل الاخير من سلسلة تلخيص هذا الكتاب).

نصيحة من الكاتب: "عليك بفعل ما في يدك والسعي دوماً، لكن بمعايير منطقية وبرضا عن نفسك مهما كانت النتائج، ما دمت لم تقصر في بذل الجهد."

هناك كلام اعجبني جداً عن الكمالية قرأتهُ في احدى الكتب حيث يقول "نحن مطالبين بالسعي نحو الكمال ولا مشكلة في السعي نحو الكمال ما دمت مدرك إنك لن ولن تصل الى الكمال التام ابداً"

كيف نتعامل مع الكمالية؟

1.   اختر اولويات الكمالية: لا تضع معايير عالية لكل امور حياتك فهذا شيء لا يمكن التعايش معهُ، بل ضع معايير عالية للشيء الأكثر اهمية في حياتك. وهناك نصيحة دائما تقال في التعلم: عليك ان تتعلم شيء عن كل شيء، وكل شيء عن شيء.

2.   جرب: يجب ان تعطي مساحة للتجربة والخطأ، وان تستمتع بالرحلة بنجاحاتها واخفاقاتها. وتتعلم من الخطأ لتصحيحه.

3.   كافئ نفسك: كافئ نفسك حتى على الانجازات الغير مكتملة، سلم مشروعك في وقته حتى لو لم يكن مكتملاً.

4.   اجتهد بذكاء: ليست العبرة فقط في بذل الجهد، لكن العبرة في اختيار ما تبذل فيه جهدك.

ثالثاً: المعتقدات الراسخة

نحن نتاج ما تعرضنا لهُ منذ ولادتنا، رؤيتنا لأنفسنا وتقبلنا لها او رفضها، الصوت الداخلي الذي نتحدث به عن أنفسنا، غالباً كل هذا نتاج المعتقدات التي كوناها عن أنفسنا وترسخت على مدار السنين.

ويعطي الكاتب خمس نصائح تساعدك عند تقييم نفسك والحكم عليها بشكل عادل:

1.  تلمس مواطن القوى في النفس: عليك معرفة نقاط قوتك وتغذيتها وعدم تجاهلها وتوظيفها بالمكان الصحيح. وعليك أيضاً معرفة نقاط عيوبك وضعفك لتقوم بمعالجتها. (ستكتشف نقاط قوتك وضعفك مع الوقت فقط اصبر ولاحظ وركز).

2.  لا تحتقر نفسك: البعض يعتقد ان احتقار النفس واهانتها عند ارتكاب خطأ شيء صحيح، لكن هذا خطأ كبير، الحل هو السعي لأصلحاها وليس احتقارها.

3.  الرسائل الايجابية: الدعم النفسي هو احدى اهم الوسائل التي تساعدنا على استعادة الثقة بأنفسنا، وتعيننا على تحقيق أهدافنا.

4.  مدح النفس دون مبالغة: يجب على المرء ان يقدر مواهبهُ ويحترم قدراته ويسعد بها، وعليه ان يظهر ما لديه من قدرات ليس على سبيل الغرور او المباهاة بل على سبيل اظهار حقيقة ما لديه. وتذكر مدح النفس واجب في بعض المواقف فقد مدح النبي يوسف نفسه امام عزيز مصر قائلاً: (اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم).

5.  فلترة مشكلات النفس: والمعنى ان تستهجن السلوك السيء ولا تستهجن الشخص ذاته. عندما تصف شخصاً انهُ سافل ولا يصلح ان ينصلح، فما الذي يجعلهُ جيداً ما دامت نظرتك فيه لم تتغير!

والى هنا نصل الى نهاية هذا المقال من سلسلة تلخيص كتاب جلسات نفسية والذي تحدث فيه الكاتب عن النفس وعادة جلد الذات وفي المقال القادم سنتكلم عن مشكلة ارضاء الاخرين على حساب أنفسنا، والحزن، وأثر الحياة الاستهلاكية على النفس...